بعد دخول العدوان على غزة الشهر الرابع.. حزب الله هو الهدف الثاني لإسرائيل سلما أو حربا

أسامة عجاج
أسامة عجاج

الأزمات في لبنان لا تأتي فرادى فالبلد يخرج من واحدة ليدخلها في آخرى بعضها من صنع أيدي رموزه السياسية والحزبية من ذلك الفراغ الرئاسي حيث يعيش لبنان بدون رئيس ومع حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات مهمة وكذلك الأزمة الاقتصادية وبعضها الآخر نتيجة ارتباطه المباشر بالوضع الإقليمي وعلاقاته مع الجوار وتأثره بما يجري من ذلك ملف اللاجئين السوريين وآخرهم توابع زلزال طوفان الأقصى عليه حيث وجد نفسه منذ اللحظة الأولى طرفا فيها بحكم عوامل عديدة منها فكرة وحدة الساحات الذي نادي به ورفع شعارها أمين عام حزب الله حسن نصرالله بما يعني ارتباط جماعات المقاومة في فلسطين مع مثيلتها في لبنان وسوريا والعراق وأيضا اليمن والممتد حتي إيران ولهذا أصبح لبنان من خلال حزب الله طرفا فاعلا في المواجهة منذ اليوم التالي وتحديدا في الثامن من أكتوبر الماضي حيث اشتعلت المواجهات وإن كانت محدودة بين عناصر حزب الله والجيش الإسرائيلي وسط مخاوف دولية وإقليمية من خروج المواجهة عن السيطرة لتتحول إلى مواجهة شاملة بين الطرفين لتتحول إلى حرب إقليمية بدخول إيران طرفا مباشرا فيها.

 منذ السابع من أكتوبر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وامتداده الى لبنان خاصة في الجنوب بدأت مرحلة جديدة من الصراع بعد أن نجح حزب الله في ضرب البنية التحتية للمواقع العسكرية الإسرائيلية في الجنوب ودمر أجهزة تنصت وتشويش ومراقبة ضمن رؤية مدروسة أضعفت من قدرة إسرائيل على التجسس على لبنان ومد عمليات استهدافه لمواقع داخل الحدود الإسرائيلية بعد أن كانت سابقا قاصرة على الوجود الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية المحتلة بالإضافة الى قيام إسرائيل بالرد على تلك العمليات وتمكنها من إيقاع خسائر في صفوف حزب الله مع التزام صارم من الطرفين بقواعد الاشتباك بينهما في حرص واضح على عدم تفاقم الأمور والوصول الى مواجهة شاملة رغم أن إسرائيل قامت بإجلاء ٨٠٠ ألف اسرائيلي يعيشون على بعد ٩ كيلو من الحدود بعد السابع من أكتوبر وهم بذلك تحت رحمة هجمات حزب الله والذي يبدو أنه مستفيد من تلك الحالة والتي أعادت له بعض اعتباره على أنه حركة مقاومة للاحتلال وأعاد له بعض شعبيته التي فقدها من خلال الانغماس في الشأن الداخلي السياسي اللبناني الذي يعاني من شغور رئاسي وأزمة اقتصادية غير مسبوقة وأضافت عملية طوفان الأقصى مخاوف لبنانية جديدة من نتائجها من أنه في حال هزيمة حماس فان الدور سيكون على لبنان باستهداف حزب الله ولو تمكنت إسرائيل من مخطط التهجير فهناك استحاله لعودة الفلسطينين في لبنان إلي أرضهم.

مؤشرات التصعيد 

الأمور تراوح مكانها بعد تطورات الأسبوع الماضي وكل السيناريوهات واردة والسباق كبير بين احتمالات الحرب والجهد الدولي المبذول باتجاه الحل السلمي للأزمة بين حزب الله وتل أبيب ونتوقف عند كل احتمال من الاحتمالين وهما كلا الآتي :   

أولا: تزايد مؤشرات الحرب وتصاعد مخاطر الذهاب الى سيناريو الحرب والمواجهة وقد كشفت بعض التقارير عن أن الرئيس الأمريكي بايدن حث نتنياهو على وقف ضربة استباقية ضد حزب الله محذرا من مغبة إثارة حرب إقليمية واسعة وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" وكان هذا بعد أيام من بدء طوفان الأقصى وتحديدا في ١١ اكتوبر الماضي عندما توفرت معلومات لدى إسرائيل اعتبرتها واشنطن أنها غير موثوقة عن استعداد الحزب وجنوده لعبور الحدود كجزء من هجوم متعدد الجوانب وكانت الطائرات الإسرائيلية في الأجواء في انتظار الأوامر حيث اتصل بايدن بنتنياهو وطالبه بالتراجع.

 على صعيد الوضع على الحدود فقد زادت المناوشات بين تل أبيب ومحاولة استفزاز إيران وحزب الله حيث شهد أول أمس السبت تصعيدا ملحوظا تمثل في هجمات إسرائيلية داخل العمق اللبناني على مدينة صيدا وقام حزب الله بمهاجمة أكبر قاعدة مراقبة إسرائيلية تغطي لبنان وسوريا والعراق وتركيا بـ٦٢ صاروخ واعتبرها رد أولي على اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري بعدما جرى خلال الأسبوع الماضي حيث شهدت مدينة مشهد الإيرانية تفجيرات طالت مرقد قاسم سليماني بالتوازي مع اغتيال العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مكتب الحركة في بيروت والأمر أخطر من اغتيال قيادة حمساوية مهمة الى استهداف إسرائيلي مباشر للضاحية الجنوبية معقل حزب الله في بيروت منذ عام ٢٠٠٦ مما فرض على الحزب أن يكون الرد وفقا لمعادلة بيروت مقابل تل أبيب مع ارتفاع منسوب الاشتباكات ونوعيتها والتصعيد الذي وصل هنا أحزمة نارية إسرائلية على بعض قرى الجنوب وهجماتها التي أسقطت عناصر من الحزب حيث تجاوز عدد شهداء حزب الله أكثر من ١٣٠ من عناصره وفي الأسبوع الأخير من عام ٢٠٢٣ زاد معدل الهجمات بين الطرفين وتم استخدام صورايخ بركان ذات التدمير الكبير ودخل أيضا الصواريخ المضادة للطائرات وقد حاولت إسرائيل النأي بنفسها عن العمليتين لدرجة أن نتنياهو منع أي من وزرائه وكبار مسئولية من التعليق على عملية الاغتيال سوى مستشاره الذي قال (لم نعلن عن مسئوليتنا عن هجوم بيروت وهو لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله) وتصريح من عضو لجنة الأمن والخارجية في الكنسيت داني دانون هو من أعلن مسئولية تل أبيب عن العملية وقدم التهنئة للجيش والشاباك والموساد وقوات الأمن على اغتيال العاروري.

تهديدات إسرائيلية 

 وقد ارتفعت أيضا في إطار ذلك لغة التهديد التي دأب عليها قادة إسرائيل تجاه حزب الله حيث جدد نتنياهو تحذيراته للحزب وقال مؤخرا (إذا لم نستعد الأمن في الشمال بالسياسة سنستعيده بالقوة واذا صعد حزب الله من هجماته فانه سيعاني من هجمات لم يحلم بها وكذلك إيران) كما أن وزير الدفاع يوآف غالانت قال أثناء تقييمة للجبهة الشمالية (لن نسمح بعودة الوضع السابق الذي كان قائما قبل ٧ أكتوبر) واعتبر مسئولين إسرائيليين بان الست أشهر القادمة حاسمة على الحدود مع لبنان كما تم الإعلان مؤخرا عن تصديق قائد هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي ووزير الدفاع على خطط تتعلق بالتطورات على الجبهة الشمالية والفرقة ٩١ الموكل إليها مهمة الحدود الشمالية لإسرائيل جاهزة للدخول إلى لبنان كما قام كل طرف بإعداد مسرح العمليات في المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل خاصة أن كلا منهما لا يستبعد خيار الحرب حيث تم تهجير مائة ألف من الإسرائيلين من سكان المناطق الشمالية الى مدن الداخل خاصة تل أبيب وحيفا وغيرها كما تم تفريغ سكان جنوب لبنان الى الضاحية الجنوبية معقل حزب الله مما يوفر منطقة خالية من المدنيين كما مدت إسرائيل قرار إجلاء المستوطنات المحاذية مع لبنان حتي نهاية فبراير القادم ولم يتوقف حزب الله من جهة آخرى عن الرد على تلك التهديدات وأعلن نعيم قاسم نائب رئيس الحزب الحرب على إسرائيل وقال ( نحن اتخذنا قرار بأن نكون في حالة حرب ومواجهة ولكن بتناسب مع متطلبات المرحلة وقال إنها ليست في وضع تستطيع فرض خياراتها كما يقول الحزب أنه جاهز لكل الاحتمالات وقوات الرضوان وهي قوات النخبة في حزب الله موجودة في مواقعها في الجنوب ولن تترك مواقعها).

ثانيا : البحث عن تسوية سياسية كبديل عن الحرب وفي مقدمتها إعادة البحث في ترتيبات سياسية في المرحلة القادمة بإعادة طرح فكرة التنفيذ الكامل للقرار ١٧٠١ تحت البند السادس الصادر في عام ٢٠٠٦ في إطار رؤية أمريكية ودول الغرب في تنفيذ تأمين حدود إسرائيل مع لبنان خاصة وأن نصوصه إنشاء منطقة عازلة وتثبيت الحدود وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وكذلك مزارع شبعا بعد الاتفاق مع سوريا على لبنانية المنطقة وتلال كفر شوبا وبلدة الغجر وبقية ال ١٣ نقطة المختلف عليها على ترسيم الحدود البرية بين البلدين مقابل انتشار الجيش واليونيفيل وتشكيل منطقة عازلة تشكل ضمانة أمنية لإسرائيل من أي عمليات مفاجئة ولعل ما يهم إسرائيل والغرب هو البند الخاص باتخاذ تدابير أمنية لمنع استئناف الأعمال القتالية بما في ذلك إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة بخلاف ما يخص لبنان وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وهو ما لم يتحقق حيث اقتصر تنفيذه على وقف العمليات العسكرية وانتشار قوات اليونفيل والجيش اللبناني في الجنوب فيما بقيت البنود الآخرى معلقة بدءا من عدم انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة والاستمرار في عمليات اختراق الحدود اللبنانية. 

وتم بحث الأمر اثناء زيارة الموفد الأمريكي آموس هوكستين كما أن فرنسا طلبت التطبيق الكامل للقرار الدولي ١٧٠١ وليس تعديله ويبدو أن باريس تلعب دورا مهما في هذا المجال وظهر هذا فيما جرى من مباحثات بين القيادات اللبنانية ومدير المخابرات الفرنسية برنار ايمييه وهو على علم وخبرة طويلة بالأوضاع في لبنان وعمل فيها سفيرا لعقدين من الزمن حيث زار تل أبيب والدوحة وتوقف في بيروت حيث نقل بعدما سمعه في تل أبيب عن خرائط وخطط عسكرية ونقاشات عن الوضع في لبنان والذي قد يواجهه حالة من التدمير غير المسبوق والشامل تتجاوز ما حدث في قطاع غزة فلن يكون هناك أي خطوط حمراء.

خلاف حول التسوية 

وقد يختلف الأمر على الجانب اللبناني يضاف الى ذلك وجود مخاوف حقيقية من قبل النخبة السياسية في لبنان أن الحديث عن تسوية في إطار القرار ١٧٠١ جاء ذلك في إطار رغبة إسرائيلية عبرت عنها تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو عن أن الأشهر الثلاثة القادمة ستشهد مفاوضات في الأمم المتحدة لتنفيذ القرار ١٧٠١ وقال لقد (حددنا هدفا مشتركا هو إعادة الأمن في الجنوب والشمال القضاء على حماس في قطاع غزة وبالنسبة للشمال فهناك ترتيبات لردع حزب الله)  مترافقة مع تهديدات وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت والذي قال فيها إن قوات الحزب يجب أن تكون شمال نهر الليطاني وإلا سيتم توجيه ضربة عسكرية للبنان تماثل ما حدث في القطاع سواء باتفاق دولي أو بتحرك عسكري وذلك أثناء لقاء جمعه مع رئيس الوزراء مع رؤساء البلديات والمستوطنات الواقعة على خط النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل وأضاف (سنفعل ببيروت كمًا فعلنا في غزة حتي يتم استتباب الأمن في المنطقة) مما يمثل ضغطا على الحزب الذي عليه أن يستعد لمواجهة مع إسرائيل إذا لجأت تل أبيب إلى خيار الحرب نتيجة الخلاف حول تنفيذ القرار ١٧٠١). 

وقد تعامل لبنان الرسمي مع هذا الجهد الأمريكي الأوروبي بحذر حيث كشف نجيب ميقاتي رئيس الوزراء اللبناني عن وجود تحرك باتجاه دولي للبحث في تنفيذ القرار الدولي مما قد يعني أن هناك توافق دولي لبناني على ذلك يرافقه تصريحات وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب عندما قال عن القرار الدولي ١٧٠١( نرحب بالقرار إلا أن الخروقات جوا وبحرا وبرا تأتي من جانب إسرائيل كما ان إسرائيل ترفض إنهاء احتلال الأراضي اللبنانية الناقورة ومزارع شبعا) بينما أعلن نبيه بري عن تمسكه بوجود القوات الدولية العاملة في لبنان يونيفيل واعتبرها شهادة أممية على تمادي إسرائيل في عدوانها على لبنان طوال ٤٥ عاما من تشكيلتها وقال (نحن جاهزون لتطبيق القرار ١٧٠١ والبداية من تل أبيب بالانسحاب من نقطة ب ١ التي تقع في رأس الناقورة واحتلتها إسرائيل قبل انسحابها عام ٢٠٠٠ وترفض التخلي عنها كما يتطلب الأمر تحديد الحدود البرية وانسحابها من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والشق اللبناني بلدة الغجر ووقف اختراقها للأجواء اللبنانية).

ولعل السؤال الأهم هل يقبل حزب الله بتلك الجهود؟ الجواب من شقين الأول تمسكه بموقف مضمونه لا حديث عن أي ترتيبات عن تنفيذ القرار ١٧٠١ قبل انتهاء العمليات في غزة خاصة وأن اسرائيل هي من خرقت القرار طوال ١٧ عاما الماضية والثاني جاء على لسان حسن نصرالله ذات مرة في عام ٢٠١٣ وقال ( لقد كان القرار ظالما للحزب ورفضه في مجلس الوزراء ولكنه وافق عليه يومها من أجل وقف الحرب) ولكن هناك مياه كثيرة جرت في النهر فهل يقبل حزب الله بدمج سلاحه مع الجيش؟ الإجابة صعبة خاصة وأن الحزب لا يثق أبدا في أي ضمانات دولية خاصة إذا جاءت من واشنطن أو عواصم أوروبية وهي ليست على وفاق معهم بعد أن تم تداول معلومات عن طلب إسرائيل معدات عسكرية متقدمة في إطار استعدادها للحرب مع حزب الله.

جهد دولي 

ونتوقف هنا عند بعض الملاحظات السريعة والتي تشير الى محاولة كبح جماح إسرائيل ورغبة نتنياهو في توسيع دائرة الصراع وهي كالتالي:

 – استهداف إسرائيل مؤخرا لقوات الأمم المتحدة في لبنان يونيفيل ردا على استخدام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش المادة ٩٩ فالهجوم جاء متزامن مع الحملة التي يتعرض لها الأمين العام بعد كل مواقفه كما أنها تمثل أيضا وسيلة ضغط على الجيش اللبناني لسحب وحداتها من جنوب الليطاني تحسبا لقيام نتنياهو بمغامرة تبقي محصورة في قوات حزب الله دون اصطدام بقوات الجيش.

- إقدام واشنطن على سحب حاملة الطائرات الأمريكية جيرالدو فورد التي قيل يوم وصولها في الأيام الأولى لعملية طوفان الأقصى أن وجودها رسالة ردع أمريكية لمنع أي تدخل إقليمي في الحرب خاصة إيران ومن المعروف أن إسرائيل لن تخوض حرب في لبنان بدون دعم أمريكي واضح وضمان وجود جسر جوي دائم ومستمر وهناك رغبة من تل أبيب في توريط أمريكا وداعميها في توسيع رقعة المواجهة للتحول الى أزمة عالمية يمكن من خلالها تخفيف الضغط عنها في غزة.

- تعدد المبعوثين الدوليين الى المنطقة خاصة لبنان بمهمة محددة الترويج لصفقة متكاملة وفي مقدمتهم الممثل الأعلى للاتحاد الأوربي للشئون الخارجية جوزيب بويل الذي التقي مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وكان من الملفت لقائه مع ممثلي لحزب الله وسمع من الجميع ضرورة إنهاء العدوان على غزة قبل البحث في أي ترتيبات جديدة مع الالتزام اللبناني بالتنفيذ الكامل للقرار ١٧٠١ وكذلك الموفد الأمريكي اموس هوكستين الذي سيعرض الحل الأمني الذي يتضمن تسهيل وتنشيط الجهد بانتهاء الشغور الرئاسي في ظل قناعة بضرورة الانتهاء من انتخاب الرئيس الجديد قبل البدء في البحث في الأمور الآخرى مع ضمانات بتمرير موافقة لبنانية على الذهاب في طريق التسوية السياسية عبر القبول برؤية تنفيذ القرار ١٧٠١.

وبعد فكل المؤشرات تكشف عن تحرك نشط وفعال ومكثف من جهات عديدة لمنع تفاقم الأوضاع بالمنطقة على صعيد لبنان أو في الساحات الآخرى في اليمن والعراق وسوريا وحتي مع ايران ولكن هل تنجح في كبح جماع حكومة نتنياهو لجر المنطقة الى حرب إقليمية؟ هذا مانتمناه.